فصل: (سورة الأنفال آية 31):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال آية 30]:

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (30)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {إذ} اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر {يمكر} مضارع مرفوع (الباء) حرف جرّ و(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يمكر}، {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل {كفروا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (اللام) للتعليل (يثبتوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون والواو فاعل و(الكاف) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يثبتوك) في محلّ جرّ متعلّق بـ {يمكر}.. أو بفعل محذوف تقديره اجتمعوا.
(أو) حرف عطف في الموضعين {يقتلوك}، {يخرجوك} مثل يثبتوك ومعطوفان عليه (الواو) عاطفة في موضعين (يمكرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل {يمكر} مثل الأول المتقدّم (الواو) استئنافيّة {اللّه خير الماكرين} مثل اللّه ذو الفضل وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {يمكر... الذين} في محلّ جرّ بإضافة {إذ} إليها.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يثبتوك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {يقتلوك} لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك.
وجملة: {يخرجوك} لا محلّ لها معطوفة على جملة يثبتوك.
وجملة: {يمكرون} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكر بك الذين..
وجملة: {يمكر اللّه} في محلّ جرّ معطوفة على جملة يمكرون.
وجملة: {اللّه خير الماكرين} لا محلّ لها استئنافيّة.

.البلاغة:

قوله تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ} أي يرد مكرهم ويجعل وخامته عليهم أو يجازيهم عليه، أو يعاملهم معاملة الماكرين، ففي الكلام استعارة تبعية، أو مجاز مرسل، أو استعارة تمثيلية، وقد يكتفى بالمشاكلة الصرفة.

.[سورة الأنفال آية 31]:

{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {إذا} ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب، شرطيّ، متعلّق بـ {قالوا}، {تتلى}، {آيات} نائب الفاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه {قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل {قد} حرف تحقيق {سمعنا} فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) فاعل (لو) حرف شرط غير جازم {نشاء} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) رابطة لجواب لو (قلنا) مثل سمعنا {مثل} مفعول به منصوب عامله قلنا (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف نفي {هذا} مبتدأ {إلّا} أداة حصر {أساطير} خبر مرفوع {الاوّلين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: {تتلى} {آياتنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قد سمعنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لو نشاء} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لقلنا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {إن هذا إلّا أساطير} لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل.

.البلاغة:

فن التغاير: في قوله تعالى: {قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا}، وهو تغاير المذهبين، إما في المعنى الواحد، بحيث يمدح إنسان شيئا ويذمه، أو يذم ما مدحه غيره، أو بالعكس. أو يفضل شيئا على شيء ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا، والفاضل مفضولا. ونقول إن التغاير هنا المقصود مغايرتهم أنفسهم، فقد قالت قريش عن القرآن: {ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ} إنكارا منهم لغرابة أسلوبه وما بهرهم من فصاحته. ويلزم هذا الكلام إقرارهم بالعجز عن محاكاته، ثم غايرت قريش نفسها فقالت: قد سمعنا {لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا}، ولو كان القولان في وقت واحد لكان ذلك تناقضا وهو عيب، ولم يعد في المحاسن، لكن وقوعه في زمنين مختلفين ووقتين متباينين اعتد من المحاسن، ولذلك سمي تغايرا لا تناقضا.

.الفوائد:

(قد) حرف. إن دخلت قد على الماضي أفادت تحقيق معناه وإن دخلت على المضارع أفادت تقليل وقوعه. مثل: (قد جاء خالد). و(قد يجود البخيل).
وفي الآية: قد سمعنا.

.[سورة الأنفال آية 32]:

{وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (32)}

.الإعراب:

{وإذ} مثل المتقدّم، {قالوا} فعل ماض وفاعله (اللّه) لفظ الجلالة منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(الميم) عوض من حرف النداء المحذوفة {إن} حرف شرط جازم {كان} فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم كان {هو} ضمير فصل {الحقّ} خبر كان منصوب (من عند) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ، و(الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أمطر) فعل أمر دعائي، والفاعل أنت (على) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(أمطر) {حجارة} مفعول به منصوب {من السماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ(أمطر)، (أو) حرف عطف (ائت) مثل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة و(نا) ضمير مفعول به {بعذاب} جارّ ومجرور متعلّق بـ(ائت)، {أليم} نعت لعذاب مجرور.
جملة: {قالوا...} في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كان هذا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أمطر...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {ائتنا} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

.البلاغة:

الاستعارة: في قوله تعالى: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ} الكلام استعارة أو مجاز لأنزل.

.[سورة الأنفال آية 33]:

{وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}
يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة دعائيّة، وجملة كان هذا هو الحقّ هو مقول القول.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (اللام) لام الجحود (يعذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) حاليّة {أنت} ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع {في} حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ أنت.
والمصدر المؤوّل (أن يعذّبهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
(الواو) عاطفة {ما كان اللّه} مثل الأولى (معذّب) خبر كان منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه {وهم} مثل وأنت {يستغفرون} مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
جملة: {ما كان اللّه...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر في الآية السابقة.
وجملة: {يعذّبهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {أنت فيهم} في محلّ نصب حال.
وجملة: {ما كان اللّه} (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه (الأولى).
وجملة: {هم مستغفرون} في محلّ نصب حال.

.الفوائد:

1- لام الجحود وهي التي تسبق بكون منفي، وقد عولجت في آيات سابقة فعد إليها في مواطنها.
ولما استبدلت اللام والفعل باسم الفاعل نصب على أنه خبر كان. فتأمل.

.[سورة الأنفال آية 34]:

{وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (أن) حرف مصدرّي ونصب (لا) حرف نفي (يعذّب) مضارع منصوب بأن و(هم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل {ألّا يعذّبهم} في محلّ جرّ بـ(في) محذوف متعلّق بما تعلّق به الجار والمجرور في (لهم) أي في الخبر، والتقدير أيّ شيء لهم في انتفاء العذاب.
(الواو) حاليّة (هم) ضمير في محلّ رفع مبتدأ {يصدّون} مضارع مرفوع والواو فاعل {عن المسجد} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يصدّون}، {الحرام} نعت للمسجد مجرور مثله (الواو) عاطفة {ما} نافية {كانوا} ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ والواو ضمر اسم كان (أولياء) خبر كان منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه {إن} حرف نفي (أولياء) مبتدأ مرفوع و(الهاء) مثل المتقدّم {إلّا} أداة حصر {المتّقون} خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة {لكنّ} حرف استدراك ونصب (أكثر) اسم لكنّ منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه {لا} نافية {يعلمون} مثل يصدّون.
وجملة: {ما لهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعذّبهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {هم يصدّون} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في {يعذّبهم}.
وجملة: {يصدّون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
وجملة: {ما كانوا...} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
وجملة: {إن أولياؤه...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ أو تعليليّة.
وجملة: {لكنّ أكثرهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أولياؤه.
وجملة: {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكنّ.

.[سورة الأنفال آية 35]:

{وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة {ما} حرف نفي {كان} فعل ماض ناقص (صلاة) اسم كان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الصلاة، {البيت} مضاف إليه مجرور {إلّا} أداة حصر {مكاء} خبر كان منصوب (الواو) عاطفة {تصدية} معطوفة على مكاء منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ذوقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل {العذاب} مفعول به منصوب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري {كنتم} فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه {تكفرون} مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: {ما كان صلاتهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ذوقوا...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه طبيعة صلاتكم فذوقوا.
وجملة: {كنتم تكفرون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {تكفرون} في محلّ نصب خبر كنتم.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم تكفرون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ(ذوقوا).

.الصرف:

(المكاء)، مصدر سماعيّ لفعل مكا يمكو بمعنى صفّر، وزنه فعال بضمّ الفاء، وهو خاضع لضابط تقريبي لأن الفعل يدلّ على صوت فجاء المصدر كبكاء وصراخ. والهمزة منقلبة عن واو لأن مضارعه يمكو فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد ألف زائدة ساكنة قلبت همزة.
(التصدية)، مصدر قياسي لفعل صدّى يصدّي وزنه تفعله، وأصله تصديّ- بكسر الدال وتشديد الياء- استثقلت الشدّة على الياء فحذفت لام الفعل وبقيت ياء تفعيل- أو حذفت ياء تفعيل وبقيت لام الفعل- واستعيض من المحذوف تاء مربوطة فأصبح تصدية، والتصدية التصفيق.

.الفوائد:

1- كان العرب في الجاهلية يطوفون بالكعبة عراة، رجالا في النهار، ونساء في الليل، مشبكين أصابعهم بعضها إلى بعض، يصفرون فيها، ثم يصفقون. ويزعمون أن هذه هي الصلاة. فندد الله بعملهم هذا، ووصف ما يصدر عنهم من صياح وضجيج وتصفيق بالتصدية، مبالغة في الكفر وضياع المسعى.